إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
إن بالكسر والتشديد
على أوجه. أحدها: التأكيد والتحقيق وهوالغالب نحو إن الله غفور رحيم إنا
عليكم لمرسلون - قال عبد القاهر: والتأكيد بها أقوى من التأكيد باللام.
قال: وأكثر مواقعها بحسب الاستقراء الجواب لسؤال ظاهر أومقدر إذا كان
للسائل فيه ظن. الثاني: التعليل، أثبته ابن جني وأهل البيان ومثلوه بنحو
واستغفروا الله إن الله غفور رحيم - وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم. وما أبرئ
نفسي إن النفس لأمارة بالسوء - وهونوع من التأكيد. الثالث: معنى نعم أثبته
الأكثرون وخرج عليه قوم منهم المبرد - إن هذان لساحران .
إِنَّ ٱلَّذِينَ
آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ
بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
لمسألة الأولى: ظاهر الأعراب يقتضي أن يقال: والصابئين، وهكذا قرأ أبي بن
كعب وابن مسعود وابن كثير، وللنحويين في علة القراءة المشهورة وجوه:
الأول: وهو مذهب الخليل وسيبويه ارتفع الصائبون بالابتداء على نية
التأخير، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله
واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصائبون كذلك،
فحذف خبره، والفائدة في عدم عطفهم على من قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق
المذكورين في هذه الآية ضلالاً، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا
بالعمل الصالح قبل الله توبتهم وأزال ذنبهم، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا
كانوا أيضاً كذلك.
فلا
جرم كان أفضل المعارف هو الإيمان بالله واليوم الآخر، وأفضل الخيرات في
الأعمال أمران: المواظبة على الأعمال المشعرة بتعظيم المعبود، والسعي في
إيصال النفع إلى الخلق كما قال عليه الصلاة والسلام:
"
التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله " ثم بيّـن تعالى أن كل من أتى
بهذا الإيمان وبهذا العمل فإنه يرد القيامة من غير خوف ولا حزن. والفائدة
في ذكرهما أن الخوف يتعلق بالمستقبل، والحزن بالماضي، فقال { لاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ } بسبب ما يشاهدون من أهوال القيامة { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
} بسبب ما فاتهم من طيبات الدنيا لأنهم وجدوا أموراً أعظم وأشرف وأطيب مما
كانت لهم حاصلة في الدنيا، ومن كان كذلك فإنه لا يحزن بسبب طيبات الدنيا.
Ibn ‘Atā:
Mujahid said: Sabians are neither Jews nor Christians.
Ibn Najih said: Sabians were originally from the Christians and Jews
but they mixed their religion with Judaism and Zoroastrianism.
Ibn Zaid said: Sabians are monotheists but have neither rituals nor
book. They used to live in the island of Musel.
Hassan Ibn Abi Hassan and Qatādeh said: Sabians are a nation
worshipping angels and they pray towards Makka and pray five times and
recite Zabūr (Psalms). They were spotted by Ziad Ibn Abi Sufian.
‘5:69. Those who believe (in the Qur'an), those who follow the Jewish
(scriptures), and the Sābe’ūn (Sabians), and the Christians,- any
who believe in
Allah
and the Last Day, and work righteousness,- on them
shall be no fear, nor shall they grieve’:
Hassan Ibn Abul Hassan and Az-Zafari read Sābiyūn instead of Sābe’ūn
(Sabians) attempting to read like that of [2:62].
Kasā’i said: Sābe’ūn (Sabians) leans towards (‘Atf) the pronoun of the
‘Jews’ i.e. They (Hum) and Hum is in the state of Raf’ (Nominative)
therefore because of the nature of ‘Atf it inherits the state from the
Hum (They, the Jews) meaning the Sābe’ūn (Sabians) that exited from the
Judaism (Jewish Sabians). Remember that the meaning of the word Sābe’ūn
(Sabians) is those who have left something behind i.e. some religion.
(Dara: This explains why the order of the three names is changed here
and is not the same as in [2:62])
تفسير المحرر الوجيز
في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطي
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ
وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ
صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
وأما المشار إليهم في قوله تعالى: { والصابئين } فقال السدي: هم فرقة من
أهل الكتاب، وقال مجاهد: هم قوم لا دين لهم، ليسوا بيهود ولا نصارى، وقال
ابن أبي نجيح: هم قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية، لا تؤكل
ذبائحهم، وقال ابن زيد: هم قوم يقولون لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا
كتاب، كانوا بجزيرة الموصل، وقال الحسن بن أبي الحسن وقتادة: هم قوم
يعبدون الملائكة ويصلون إلى القبلة ويصلون الخمس ويقرؤون الزبور، رآهم
زياد بن أبي سفيان فأراد وضع الجزية عنهم حتى عرف أنهم يعبدون الملائكة.
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ
وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ
صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
وقرأ الحسن بن أبي الحسن والزهري " والصابيون " بكسر الباء وضم
الياء دون همز, وقد تقدم في سورة البقرة, وأما قراءة الجمهور " والصابئون
" فمذهب سيبويه والخليل ونحاة البصرة أنه من المقدم الذي معناه التأخير
وهو المراد به، كأنه قال " إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله
واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون
والنصارى " كذلك، وأنشد الزجاج نظيراً في ذلك:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم
بغاة ما بقينا في شقاق
فقوله وأنتم مقدم في اللفظ مؤخر في المعنى أي وأنتم كذلك، وحكى الزجّاج عن
الكسائي والفراء أنهما قالا: و { الصابئون } عطف على { الذين } ، إذ الأصل
في { الذين } الرفع وإذ نصب { إن } ضعيف وخطأ الزجّاج هذا القول وقال: {
إن } أقوى النواصب، وحكي أيضاً عن الكسائي أنه قال و { الصابئون } عطف على
الضمير في { هادوا } والتقدير هادوا هم الصابئون، وهذا قول يرده المعنى
لأنه يقتضي أن الصابئين هادوا، وقيل إن معنى نعم، وما بعدها مرفوع
بالابتداء، وروي عن بعضهم أنه قرأ " والصابئون " بالهمز، واتصال هذه الآية
بالتي قبلها هو أن قيل لهم ليس الحق في نفسه على ما تزعمون من أنكم أبناء
الله وأحباؤه، بل لستم على شيء مستقيم حتى تؤمنوا وتقيموا الكتب المنزلة،
ثم استأنف الإخبار عن الحق في نفسه بأنه من آمن في كل العالم فهو الفائز
الذي لا خوف عليه.
Nasafi:
‘5:69. ‘Inna (That) those who believe (in the Qur'an), those who follow
the Jewish (scriptures), and the Sābe’ūn (Sabians), and the
Christians,- any who believe in
Allah and the
Last Day, and work
righteousness,- on them shall be no fear, nor shall they grieve’:
Sābe’ūn (Sabians) is spatially placed within the scope of the ‘Inna
(That) but the fact that Sābe’ūn (Sabians) is in the state of Raf’
(Nominative) assures, grammatically, that this word doest not belong to
the scope of ‘Inna (That).
تفسير مدارك
التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي
{ إنَّ الّذين آمَنُوا } بألسنتهم وهم المنافقون ودل عليه قوله:
{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم
تؤمن قلوبهم }
[آل عمران: 76] { والّذين هادوا والصّبئون والنّصارى } قال سيبويه وجميع
البصريين: ارتفع «الصابئون» بالابتداء وخبره محذوف والنية به
التأخير عما في حيز «إن» من اسمها وخبرها كأنه قيل: إن الذين
آمنوا والذين هادوا والنصارى { من آمن باللّهِ واليومِ الآخر وعمل صالحاً
فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } والصابئون كذلك أي من آمن بالله واليوم
الآخر فلا خوف عليهم فقدم وحذف الخبر كقوله
فمن يك أمسى بالمدينة رحله
فإني وقيار بها لغريب
أي فإني لغريب وقيار كذلك، ودل اللام على أنه خبر «إن» ولا
يرتفع بالعطف على محل «إن» واسمها لأن ذا لا يصح قبل الفراغ
من الخبر. لا تقول «إن زيداً وعمرو منطلقان» وإنما يجوز
«إن زيداً منطلق وعمرو»، والصابئون مع خبره المحذوف جملة
معطوفة على جملة قوله «إن الذين آمنوا» إلى آخره، ولا محل لها
كما لا محل للتي عطفت عليها. وفائدة التقديم التنبيه على أن الصابئين وهم
أبين هؤلاء المعدودين ضلالاً وأشدهم غياً يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان
فما الظن بغيرهم! ومحل «من آمن» الرفع على الابتداء وخبره
«فلا خوف عليهم» والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط. ثم الجملة
كما هي خبر «إن» والراجح إلى اسم «إن» محذوف
تقديره: من آمن منهم.
Ibn
‘Ādil:
‘5:69. Those who believe (in the Qur'an), those who follow the Jewish
(scriptures), and the Sābe’ūn (Sabians), and the Christians,- any
who
believe in
Allah
and the Last Day, and work righteousness,- on them
shall be no fear, nor shall they grieve’:
Basically he says the same as the above notes on Raf’ (Nominative)
being the state of the Sābe’ūn (Sabians), except that the Raf’ marking
indicates
that they are few people as opposed to the numerous Jews and
Christians.
تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن
عادل
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ
هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ
وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ }
قرأ الجمهور: " والصَّابئُونَ " بالواو،
وكذلك هو في مصاحِفِ الأمْصَار، وفي رفعه تسعة أوجه:
أحدها: وهو قول جمهورِ أهلِ البصرة:
الخليل وسيبويه وأتباعهما أنه مرفوعٌ بالابتداء وخبرُه محذوفٌ؛ لدلالةِ
خبر الأول عليه، والنيةُ به التأخيرُ، والتقديرُ: إنَّ الذينَ آمَنُوا
والذينَ هَادُوا مَنْ آمَنَ منهم إلى آخره والصَّابِئُونَ كذلك، ونحوه: "
إنَّ زَيْداً وعمرٌو قائمٌ " ، [أي: إنَّ زَيْداً قائِم وعمرٌو قائمٌ]،
فإذا فعَلْنا ذلك، فهل الحذفُ من الأول أي: [يكونُ] خبرُ الثاني مثبتاً،
والتقديرُ: إنَّ زَيْداً قائِمٌ وعمرٌو قائمٌ، فحذف " قائمٌ " الأول، أو
بالعكس؟ قولان مشهوران، وقد وَرَد كلٌّ منهما؛ قال: [المنسرح]
2009- نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأنْتَ
بِمَا عِنْدَكَ رَاضٍ
والرَّأيُ مُخْتَلِفُ
أي: نحنُ راضُونَ، وعكْسُه قوله:
[الطويل]
2010- فَمَنْ يَكُ أمْسَى بالمدِينَةِ
رَحْلُهُ فَإنِّي
وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ
التقدير: وقيارٌ بها كذلِكَ، فإن قيل:
لِمَ لا يجوزُ أنْ يكونَ الحذفُ من الأول أيضاً؟ فالجوابُ: أنه يلزم من
ذلك دخولُ اللامِ في خَبَر المبتدأ غيرِ المَنْسُوخِ بـ " إنَّ " ، وهو
قليلٌ لا يقع إلا في ضَرُورة شِعْرٍ، فالآيةُ يجوزُ فيها هذان التقديران
على هذا التخْريج، قال الزمخشريُّ: " والصَّابئُونَ: رفعٌ على الابتداء،
وخبرُه محذوفٌ، والنيةُ به التأخير عمَّا في حَيِّز " إنَّ " من اسمها
وخبرها؛ كأنه قيل: إنَّ الذين آمَنُوا والذينَ هَادُوا والنَّصارى
حُكْمُهُمْ كَذَلِكَ والصَّابِئُونَ كذلكِ؛ وأنشد سيبويه شاهداً على ذلك:
[الوافر]
2011- وَإلاَّ فاعْلَمُوا أنَّا
وأنْتُمْ بُغَاةٌ مَا
بَقِينَا في شِقَاقِ
أي: فاعلموا أنَّا بُغاةٌ وأنْتُمْ كذلك
" ثم قال بعد كلامٍ: " فإنْ قلْتَ: فقوله " والصَّابئُونَ " معطوفٌ لا
بدَّ له من معطوفٍ عليه، فما هو؟ قلت: هو مع خبره المحذوفِ جملةٌ معطوفة
على جملة قوله: { إنَّ الذِين آمَنُوا } إلى آخره، ولا محلَّ لها؛ كما لا
محلَّ للتي عطفتْ عليها، فإن قلتَ: فالتقديمُ والتأخيرُ لا يكون إلا
لفائدةً، فما هي؟ قلتُ: فائدتُه التنبيهُ على أن الصابئين يُتابُ عليهم،
إنْ صحَّ منهم الإيمانُ والعملُ الصالحُ، فما الظنُّ بغيرهم؟ وذلك أنَّ
الصابئين أبينُ هؤلاءِ المعدُودِينَ ضَلاَلاً وأشدُّهم عِتِيًّا، وما
سُمُّوا صابئين إلا أنهم صَبَئُوا عن الأديان كلِّها، أي: خَرَجُوا؛ كما
أن الشاعر قدَّمَ قوله: " وأنْتُمْ "؛ تنبيهاً على أن المخاطبينَ أوغلُ في
الوصْفِ بالبغْيِ من قومِه، حيثُ عاجلَ به قبل الخبر الذي هو " بُغاةٌ "؛
لئلا يدخُلَ قومُه في البغيِ قبلهم مع كونهم أوغلَ فيه منهم وأثبتَ قدماً،
فإن قُلْتَ: فلو قيل: " والصَّابئينَ وإيَّاكُمْ " ، لكان التقديمُ
حاصلاً، قلت: لو قيل هكذا لم يَكُنْ من التقديم في شيء؛ لأنه لا إزالةَ
فيه عن موضعه، وإنما يُقال مقدَّمٌ ومؤخَّرٌ للمُزَالِ لا للقارِّ في
مكانه، وتجْرِي هذه الجملة مَجْرَى الاعتراض ".
Abul
Masūd:
‘5:69. Those who believe (in the Qur'an), those who follow the Jewish
(scriptures), and the Sābe’ūn (Sabians), and the Christians,- any
who believe in
Allah
and the Last Day, and work righteousness,- on them
shall be no fear, nor shall they grieve’:
Again he says all the argument above for the Raf’ (Nominative) state of
the Sābe’ūn (Sabians), except the spatial juxtaposition of the Sābe’ūn
(Sabians) is forced to indicate they disbelieved while they were
amongst the Jews and Christians. Remember that the meaning of the word
Sābe’ūn (Sabians) is those who have left something behind i.e. some
religion. (Dara: Here is another reason why the order is different than
that of the [2:62] in order to indicate the fact that Sābe’ūn (Sabians)
were living amongst the Jews and Christians but they disbelieved in
their religions and left their nations.)
تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا
الكتاب الكريم/ ابو السعود
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ
هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ
وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ }
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } كلام
مستأنَفٌ مسوق لترغيب مَنْ عدا المذكورين في الإيمان والعمل الصالح أي
الذين آمنوا بألسنتهم فقط وهم المنافقون، وقيل: أعمُّ من أن يُواطِئَها
قلوبُهم أو لا { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } أي دخلوا في اليهودية {
وَٱلصَّـٰبِئُونَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ } جمعُ نَصْرانَ وقد مر تفصيله في سورة
البقرة، وقوله تعالى: { وَٱلصَّـٰبِئُونَ } رفع على الابتداء وخبرُه محذوف
والنيةُ به التأخرُ عما في حيّز إنّ والتقدير إن الذين آمنوا والذين هادوا
والنصارى حكمُهم كيتَ وكيتَ والصابئون كذلك كقوله: [الطويل]
فإني وقيارٌ بها
لغريبُ
وقــولــه: [الوافر]
وإلا فاعلموا أَنّا
وأنتم بُغاةٌ ما
بقِينا في شقاق
خلا أنه وسَطٌ بـين اسْمِ إن وخبرِها
دلالةً على أن الصابئين ـ مع ظهور ضلالهم وزيغهم عن الأديان كلِّها حيث
قُبلت توبتُهم ـ إن صحَّ منهم الإيمانُ والعملُ الصالح، فغيرُهم أولى بذلك،
Halabi:
‘5:69. Those who believe (in the Qur'an), those who follow the Hādū
(Jews), and the Sābe’ūn (Sabians), and the Christians,- any who
believe in
Allah
and the Last Day, and work righteousness,- on them
shall be no fear, nor shall they grieve’, he qoutes:
Zaj-jāj disagrees with the above argument of Kasā’i that Sābe’ūn
(Sabians) were Jewish and left Judaism. That the word Hādū (Jews) in
not Jew in plural form but from Hudā (Guidance) as in ‘those guided’!
Therefore in this interpretation the same verse reads:
‘5:69. Those who believe (in the Qur'an), those who are Hādū (Guided)
and the Sābe’ūn (Sabians), and the Christians,- any who believe
in
Allah and
the Last Day, and work righteousness,- on them shall be no
fear, nor shall they grieve’
And Hādū (Guided) stands for those who have repented and consequently
guided to the right path.
HALABI DARUL-MASUN
الوجه الثالث: / أن يكون معطوفاً على
الضمير المستكنِّ في "هادوا" أي: هادوا هم والصابئون، وهذا قول الكسائي،
ورَدَّه تلميذه الفراء والزجاج قال الزجاج: "هو خطأ من جهتين" إحداهما: أن
الصابئ في هذا القول يشارك اليهودي في اليهودية، وليس كذلك، فإن الصابئ هو
غيرُ الهيودي، وإن جُعِل "هادوا" بمعنى تابوا من قوله تعالى: {إِنَّا
هُدْنَـآ إِلَيْكَ} لا من اليهودية، ويكون المعنى: تابوا هم والصابئون،
فالتفسيرُ
قد جاء بغير ذلك؛