أما جمهور الفقهاء فقالوا: لا شك أن قوله:
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ}
[النحل: 98] يحتمل أن يكون المراد منه إذا أردت، وإذا ثبت الاحتمال وجب
حمل اللفظ عليه توفيقاً بين هذه الآية وبين الخبر الذي رويناه، ومما يقوي
ذلك من المناسبات العقلية، أن المقصود من الاستعاذة نفي وساوس الشيطان عند
القراءة، قال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىّ إِلاَّ
إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَـٰنُ فِى أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ
ٱللَّهُ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَـٰنُ}
[الحج: 52] وإنما أمر تعالى بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذا السبب.
There are different
ways the Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) have been worded. (I provide one
example here) The Prophet peace be upon him read when awaking from
sleep during the night, after magnifying
Allah three
times i.e. Allahu
Akbar, he said:
I see refuge to
Allah,
The All Hearer The All Knower, from the whispers
of the Shaitān (The Devil)
The verbiage of Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) cleanses
the heart from all that pose as obstacles against ‘Istighrāq (Drowning)
Fil-Lāh (In Presence of
Allah) and this
phrase is the nomenclature
for Tawaj-juh (Attention) of the heart towards the dread of Allah’s
Jalāl
(Momentous Glory) while (for sure) Allah is the only source of
guidance.
وأما الشيطان ففيه
قولان: الأول: أنه مشتق من الشطن، وهو البعد، يقال: شطن دارك أي بعد، فلا
جرم سمي كل متمرد من جن وإنس ودابة شيطاناً لبعده من الرشاد والسداد، قال
الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِىّ عَدُوّاً شَيَـٰطِينَ ٱلإِنْسِ
وَٱلْجِنّ}
[الأنعام: 112] فجعل من الإنس شياطين، وركب عمر برذوناً فطفق يتبختر به
فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبختراً فنزل عنه وقال: ما حملتموني إلا على
شيطان. والقول الثاني: أن الشيطان مأخوذ من قوله شاط يشيط إذا بطل، ولما
كان كل متمرد كالباطل في نفسه بسبب كونه مبطلاً لوجوه مصالح نفسه سمي
شيطاناً.
وأما الرجيم فمعناه المرجوم، فهو فعيل بمعنى مفعول. كقولهم: كف خضيب أي
مخضوب ورجل لعين، أي ملعون، ثم في كونه مرجوماً وجهان: الأول: أن كونه
مرجوماً كونه ملعوناً من قبل الله تعالى، قال الله تعالى:
{فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}
[الحجر: 34] واللعن يسمى رجماً، وحكى الله تعالى عن والد إبراهيم عليه
السلام أنه قال له:
{لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لارْجُمَنَّكَ}
[مريم: 46] قيل عنى به الرجم بالقول، وحكى الله تعالى عن قوم نوح أنهم
قالوا:
{لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ}
[الشعراء: 116] وفي سورة يۤس
{لئن لم تنتهوا لنرجمنكم}
[يس: 18] والوجه الثاني: أن الشيطان إنما وصف بكونه مرجوماً لأنه تعالى
أمر الملائكة برمي الشياطين بالشهب والثواقب طرداً لهم من السموات، ثم وصف
بذلك كل شرير متمرد.
For ‘The All Hearer The All Knower’
there are two reasons:
1. The evil
whisper are secretive soundless verbiage within the heart of the human
being, and no one is informed about them, so when the slave utters the
Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) where ‘The All Hearer The All Knower’ is
invoked s/he actually means: O the One Who has these Divine
Attributes of Hearing and Knowing, Who hears all that is heard, and Who
knows all the concealed secrets, You can and are hearing these evil
whispers and You know the real intention behind them, and You are well
capable of repelling them, therefore do eject them away by Your
generosity, hence ‘The All Hearer The All Knower’.
2. 7:200. If a
suggestion from Shaitān assail thy (mind), seek refuge with Allah. for
He heareth and knoweth (all things). The verse ends with the phrase.
وأما قوله: { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } ففيه وجهان:
الأول: أن الغرض من الاستعاذة الاحتراز من شر الوسوسة ومعلوم أن الوسوسة
كأنها حروف خفية في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها أحد، فكأن العبد يقول: يا
من هو على هذه الصفة التي يسمع بها كل مسموع، ويعلم كل سر خفي أنت تسمع
وسوسة الشيطان وتعلم غرضه فيها، وأنت القادر على دفعها عني، فادفعها عني
بفضلك، فلهذا السبب كان ذكر السميع العليم أولى بهذا الموضع من سائر
الأذكار،: الثاني: أنه إنما تعين هذا الذكر بهذا الموضع اقتداء بلفظ
القرآن، وهو قوله تعالى:
{وإَمَّا ينزغنك مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ
إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[الأعراف: 200] وقال في حم السجدة:
{إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[فصلت: 36].
Intellectual
Discussion about the Māhiyat (What-ness) of Al-‘Isti’āzat (The
Sanctuary):
Know that Al-‘Isti’āzat (The
Sanctuary) does not have complete effect unless by three things:
1. Knowledge:
Existence of the slave knowing that s/he, alone, cannot absorb the
benefits of the religion or the life of this world and cannot deflect
the harms of the religion and the life of this world either! (Meaning
the slave needs Allah
first and foremost for absorbing the good and
repelling of the bad.)
2. Hāla (Momentary
State of the Heart): Once that said knowledge is obtained within
the
heart, then it begets a spiritual state of humility humbleness and
dejectedness
3. Deeds: The
utterance of Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) as in “I seek refuge to
Allah…” and
committing good deeds. When the said state of the heart
forms into an attribute of the heart and as well an attribute on the
tongue,
transforming the slave into a Murid (Seeker of Allah), a seeker seeking
the safeguarding and protection of Allah from the plagues and troubles
while the slave specializes in committing good deeds and pious
behaviour.
If any of the above three components
not present the utterance of the Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) is a
waste of time. The slave must believe that there is no power
other than the Absolute power of Allah, and that
there is no generosity
other than the Infinite Generosity of Allah and unless by the firm
establishment of Tauhid (Divine Oneness)
within the heart,
Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) is of no sequence.
المسألة الثانية: في البحث العقلي عن ماهية الاستعاذة: اعلم أن الاستعاذة
لا تتم إلا بعلم وحال وعمل، أما العلم فهو كون العبد عالماً بكونه عاجزاً
عن جلب المنافع الدينية والدنيوية وعن دفع جميع المضار الدينية والدنيوية،
وأن الله تعالى قادر على إيجاد جميع المنافع الدينية والدنيوية وعلى دفع
جميع المضار الدينية والدنيوية قدرة لا يقدر أحد سواه على دفعها عنه. فإذا
حصل هذا العلم في القلب تولد عن هذا العلم حصول حالة في القلب، وهي انكسار
وتواضع ويعبر عن تلك الحالة بالتضرع إلى الله تعالى والخضوع له، ثم إن
حصول تلك الحالة في القلب يوجب حصول صفة أخرى في القلب وصفة في اللسان،
أما الصفة الحاصلة في القلب فهي أن يصير العبد مريداً لأن يصونه الله
تعالى عن الآفات ويخصه بإفاضة الخيرات والحسنات وأما الصفة التي في اللسان
فهي أن يصير العبد طالباً لهذا المعنى بلسانه من الله تعالى، وذلك الطلب
هو الاستعاذة، وهو قوله: «أعوذ بالله» إذا عرفت ما ذكرنا يظهر
لك أن الركن الأعظم في الاستعاذة هو علمه بالله، وعلمه بنفسه، أما علمه
بالله فهو أن يعلم كونه سبحانه وتعالى عالماً بجميع المعلومات، فإنه لو لم
يكن الأمر كذلك لجاز أن لا يكون الله عالماً به ولا بأحواله، فعلى هذا
التقدير تكون الاستعاذة به عبثاً، ولا بدّ وأن يعلم كونه قادراً على جميع
الممكنات وإلا فربما كان عاجزاً عن تحصيل مراد البعد، ولا بدّ أن يعلم
أيضاً كونه جواداً مطلقاً، إذ لو كان البخل عليه جائزاً لما كان في
الاستعاذة فائدة، ولا بدّ أيضاً وأن يعلم أنه لا يقدر أحد سوى الله تعالى
على أن يعينه على مقاصده، إذ لو جاز أن يكون غير الله يعينه على مقاصده لم
تكن الرغبة قوية في الاستعاذة بالله، وذلك لا يتم إلا بالتوحيد المطلق
وأعني بالتوحيد المطلق أن يعلم أن مدبر العالم واحد، وأن يعلم أيضاً أن
العبد غير مستقل بأفعال نفسه، إذ لو كان مستقلاً بأفعال نفسه لم يكن في
الاستعاذة بالغير فائدة، فثبت بما ذكرنا أن العبد ما لم يعرف عزة الربوبية
وذلة العبودية لا يصح منه أن يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ومن
الناس من يقول: لا حاجة في هذا الذكر إلى العلم بهذه المقدمات، بل الإنسان
إذا جوز كون الأمر كذلك حسن منه أن يقول: أعوذ بالله على سبيل الإجمال،
وهذا ضعيف جداً لأن إبراهيم عليه السلام عاب أباه في قوله:
{لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى
عَنكَ شَيْئاً}
(In
terms of seeking sanctuary one needs to rely 100% upon Allah and to be
patient) In some previous Divine Books Indeed Allah has said: By My
Greatness and Jalāl (Momentous Glory), With My Despair I shall severe
the hopeful expectations of every person who hopes and expects from
other than Me, and I shall enrobe him the garb of humiliation in
presence of people, fail him with My Qurb (Divine
Nearness), and
distance him from reaching Me, and leave him pondering with bewildering
expectations for other than Me and make him face hardship that
hardships are in My Hand, I Am the Everliving Everlasting, (Let them)
have hope in other than Me and open doors of other than Mine in their
imaginations though in My Hand is the Keys of all doors and all other
than Mine are closed but My Doors are open for the one who invokes Me.”
(Dara: Seeking refuge with Allah is
a task that requires absolute confidence and focus upon Allah and none
else, the minute you are convinced that there is someone or something
else who can help you with Al-‘Isti’āzat (The Sanctuary) you have
already lost Allah’s support and friendship. Imagine you believe that
relying on a Sheikh or some scholar would help you steer away from evil
deeds and you may find your way out of ignorance, then you will commit
the most heinous crimes and sins and you will be the most ignorant of
all.)
الحجة السادسة: في تقرير ما ذكرناه قوله تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وقوله:
{وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ}
[البقرة: 45] وقول موسى لقومه
{ٱسْتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱلارْضَ للَّهِ
يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
[الأعراف: 128] وفي بعض الكتب الآلهية إن الله تعالى يقول: «وعزتي
وجلالي، لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس، ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس،
ولأخيبنه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، ولأجعلنه متفكراً حيران يؤمل غيري في
الشدائد والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجو غيري ويطرق بالفكر أبواب
غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني».
There is no Haqiqa
(Reality) for ‘A’ūzū Bil-lāh (I seek refuge to
Allah) unless
to remove
all from the slave ‘from’ Allah and ‘with/to’ Allah as was invoked by
the Prophet peace be upon him: I seek refuge to Your satisfaction from
Your discontent, and I seek refuge to Your forgiveness from Your anger,
and I seek refuge to You from You and there is no praise for You except
the praise You may do for Your own Self.
الركن الثاني
المستعاذ به: واعلم أن هذا ورد في القرآن والأخبار على وجهين: أحدهما: أن
يقال: (أعوذ بالله) والثاني: أن يقال: (أعوذ بكلمات الله) أما قوله أعوذ
بالله فبيانه إنما يتم بالبحث عن لفظة الله وسيأتي ذلك في تفسير بسم الله
وأما قوله: (أعوذ بكلمات الله التامات) فاعلم أن المراد بكلمات الله هو
قوله تعالى:
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ}
ثم ههنا دقيقة، وهي أن قوله: (أعوذ بكلمات الله التامات) إنما يحسن ذكره
إذا كان قد بقي في نظره التفات إلى غير الله، وأما إذا تغلغل في بحر
التوحيد، وتوغل في قعر الحقائق وصار بحيث لا يرى في الوجود أحداً إلا الله
تعالى؛ لم يستعذ إلا بالله، ولم يلتجىء إلا إلى الله، ولم يعول إلا على
الله، فلا جرم يقول: (أعوذ بالله) و (أعوذ من الله بالله) كما قال عليه
السلام " وأعوذ بك منك " واعلم أن في هذا المقام يكون العبد مشتغلاً أيضاً
بغير الله لأن الاستعاذة لا بدّ وأن تكون لطلب أو لهرب، وذلك اشتغال بغير
الله تعالى، فإذا ترقى العبد عن هذا المقام وفني عن نفسه وفني أيضاً عن
فنائه عن نفسه فههنا يترقى عن مقام قوله أعوذ بالله ويصير مستغرقاً في نور
قوله: (بسم الله) ألا ترى أنه عليه السلام لما قال: " وأعوذ بك منك " ترقى
عن هذا المقام فقال: " أنت كما أثنيت على نفسك "
الركن الثالث من
أركان هذا الباب: المستعيذ: واعلم أن قوله (أعوذ بالله) أمر منه لعباده أن
يقولوا ذلك، وهذا غير مختص بشخص معين، فهو أمر على سبيل العموم؛ لأنه
تعالى حكى ذلك عن الأنبياء والأولياء، وذلك يدل على أن كل مخلوق يجب أن
يكون مستعيذاً بالله، فالأول: أنه تعالى حكى عن نوح عليه السلام أنه قال:
{رَبّ إِنّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ
عِلْمٌ}
[هود: 47] فعند هذا أعطاه الله خلعتين، والسلام والبركات، وهو قوله تعالى:
{قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلَـٰمٍ مّنَّا وَبَركَـٰتٍ عَلَيْكَ}
[هود: 48] والثاني: حكي عن يوسف عليه السلام أن المرأة لما راودته قال:
{مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ}
[يوسف: 23] فأعطاه الله تعالى خلعتين صرف السوء والفحشاء حيث قال:
{لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوء وَٱلْفَحْشَاء}
[يوسف: 24] والثالث: قيل له:
{خُذِ أَحَدَنَا مَكَانَهُ}
[يوسف: 78] فقال:
{مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَـٰعَنَا
عِندَهُ}
[يوسف: 79] فأكرمه الله تعالى بقوله:
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا}
[يوسف: 100] الرابع: حكى الله عن موسى عليه السلام أنه لما أمر قومه بذبح
البقرة / قال قومه:
{أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ
ٱلْجَـٰهِلِينَ}
[البقرة: 67] فأعطاه الله خلعتين إزالة التهمة وإحياء القتيل فقال:
{فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذٰلِكَ يُحْىِ ٱللَّهُ
ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَـٰتِهِ}
[البقرة: 73] الخامس: أن القوم لما خوفوه بالقتل قال:
{وَإِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ}
[الدخان: 20] وقال في آية أخرى:
{إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لاَّ
يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ}
[غافر: 27] فأعطاه الله تعالى مراده فأفنى عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم،
والسادس: أن أم مريم قالت:
{وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ
ٱلرَّجِيمِ}
[آل عمران: 36] فوجدت الخلعة والقبول وهو قوله:
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا
حَسَنًا}
[آل عمران: 37] والسابع: أن مريم عليها السلام لما رأت جبريل في صورة بشر
يقصدها في الخلوة قالت:
{إِنّى أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً}
[مريم: 18] فوجدت نعمتين ولداً من غير أب وتنزيه الله إياها بلسان ذلك
الولد عن السوء وهو قوله:
{إِنّى عَبْدُ ٱللَّهِ}
[مريم: 30] الثامن: أن الله تعالى أمر محمداً عليه الصلاة والسلام
بالاستعاذة مرة بعد أخرى فقال:
{وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّيـٰطِينِ وَأَعُوذُ
بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ}
[المؤمنون: 97، 98] وقال:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ ٱلْفَلَقِ}
[الفلق:1] و
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ ٱلنَّاسِ}
[الناس:1] والتاسع: قال في سورة الأعراف
{خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرف وَأَعْرِض عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ
وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ من ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ
إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[الأعراف: 199، 200] وقال في حۤم السجدة:
{ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِى بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ}
[فصلت: 34] إلى أن قال:
{وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ
بِٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[فصلت: 36] فهذه الآيات دالة على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا أبداً في
الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن.
قلت: والسبب فيه أنه
لما قال: (أعوذ بالله) وعرف معناه عرف منه نقصان قدرته ونقصان علمه، وإذا
عرف ذلك من نفسه لم يلتفت إلى ما تأمره به النفس، ولم يقدم على الأعمال
التي تدعوه نفسه إليها، والشيطان الأكبر هو النفس، فثبت أن قراءة هذه
الكلمة تذود الشيطان عن الإنسان.
والخبر السابع: قوله
عليه السلام: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم " وقال: " ما منكم
أحد إلا وله شيطان " قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا، إلا أن
الله تعالى أعانني عليه فأسلم " والأحاديث في ذلك كثيرة، والقدر الذي
ذكرناه كاف.
Q:
Why the Jinn are called jinn in Arabic?
A: Jinn in Arabic means to conceal
or cover as in trees cover up or conceal the earth. The Paradise is
called Jannat meaning it is concealed from the human. Crazy person
called Majnūn meaning his intellect is covered up (inaccessible). The
fetus is called Janin meaning it is covered up by the belly. The evil
spirits are called Jinn meaning they are concealed from human eye.
المسألة الرابعة: ذكروا قولين في أنهم لم سموا بالجن، الأول: أن لفظ الجن
مأخوذ من الاستتار، ومنه الجنة لاستتار أرضها بالأشجار، ومنه الجنة لكونها
ساترة للإنسان، ومنه الجن لاستتارهم عن العيون، ومنه المجنون لاستتار
عقله، ومنه الجنين لاستتاره في البطن ومنه قوله تعالى:
{ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً}
[المجادلة: 16، المنافقون: 2] أي وقاية وستراً، واعلم أن هذا القول يلزم
أن تكون الملائكة من الجن لاستتارهم عن العيون، إلا أن يقال: إن هذا من
باب تقييد المطلق بسبب العرف. والقول الثاني: أنهم سموا بهذا الاسم لأنهم
كانوا في أول أمرهم خزان الجنة والقول الأول أقوى.
Some Subtleties
‘A’ūzū Bil-lāh (I seek refuge to
Allah) is
ascent from creation to The Creator, from Mumkin (Probable, Potential
being) to Al-Wājib (The Must Being). (Dara: All that you see around you
is like a dream or a computer simulation, it has potential to be real
but it may or may not be, and even if it becomes real that is due
to the Reality of Allah. However Allah is no simulation, meaning Allah
is absolute! And all other things are inferior Wujud (
Being) that
could potentially exist by relying upon Allah’s Absolute Wujud (
Being). Here
Rāzi is telling us that ‘A’ūzū Bil-lāh (I seek refuge to Allah) causes
the person to ascend from the lowly creation, which are just
potentialities and probabilities that does not last that long, towards
the lofty and sublime state of presence of Allah!)
‘A’ūzū (I seek refuge): Ishārat (
Pointing)
towards the complete
neediness. (Dara: Say this word with complete conviction that only
Allah can make
you immune to evil with no action of your own, no effort of your own,
no
favour or protection of any one else and if you cannot settle your mind
to such state you did not seek refuge to Allah.)
Bil-lāh (To
Allah):
Ishārat (
Pointing)
towards the complete affluence of Allah.
And the combination of the above two Arabic words constitute an
‘escape’ from the bondage of the dungeons of Nafs (
Self)
or:
51:50 Do escape towards
Allah!
And such Hāla (
Momentary
State
of Heart) is obtained only when the slave utters ‘A’ūzū (I seek
refuge) reaches the Divine Absence of Haqq (Absolute & True
Reality, Allah) and transforms the person into a drown man, immersed
within the Nur (
Divine Light)
of the Jalāl (Momentous Glory) of Allah:
6:91. Say: “
Allah”
then leave them to plunge in vain discourse and trifling
That is why the two words are enjoined into one standing phrase: ‘A’ūzū
Bil-lāh (I seek refuge to
Allah) i.e.
leave all, specially your own Nafs (
Self)
and let whatever be busied with preoccupations of this temporal life,
and escape to
Allah
for sanctuary.
الباب الثالث
في اللطائف المستنبطة من قولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
النكتة الأولى: في قوله: (أعوذ بالله) عروج من الخلق إلى الخالق، ومن
الممكن إلى الواجب: وهذا هو الطريق المتعين في أول الأمر، لأن في أول
الأمر لا طريق إلى معرفته إلا بأن يستدل باحتياج الخلق على وجود الحق
الغني القادر، فقوله: (أعوذ) إشارة إلى الحاجة التامة، فإنه لولا الاحتياج
لما كان في الاستعاذة فائدة، وقوله: (بالله) إشارة إلى الغني التام للحق،
فقول العبد (أعوذ) إقرار على نفسه بالفقر والحاجة، وقوله: (بالله) إقرار
بأمرين: أحدهما: بأن الحق قادر على تحصيل كل الخيرات ودفع كل الآفات،
والثاني: أن غيره غير موصوف بهذه الصفة فلا دافع للحاجات إلا هو، ولا معطي
للخيرات إلا هو، فعند مشاهدة هذه الحالة يفر العبد من نفسه ومن كل شيء سوى
الحق فيشاهد في هذاالفرار سر قوله:
{فَفِرُّواْ إِلَى ٱللَّهِ}
[الذاريات: 50] وهذه الحالة تحصل عند قوله: (أعوذ) ثم إذا وصل إلى غيبة
الحق وصار غريقاً في نور جلال الحق شاهد قوله:
{قل الله ثم ذرهم}
[الأنعام:91] فعند ذلك يقول: (أعوذ بالله).
‘A’ūzū Bil-lāh (I
seek refuge to
Allah)
is a confession for failure of impotence of the Nafs (
Self),
indicating that Nafs (Self) is not an able cause or instrument to bring
you
close to the Presence of Allah except by her (acknowledgement of)
failure and broken-heartedness . (Dara: Your heart broke? Do you know
why? Because you relied on your Nafs (
Self)
to reach Allah and the only way you are to be diverted from that
futility is by means of sever pain in your chest.)
Therefore the Prophetic verbiage:
“Who is cognizant of his Nafs (
Self)
is thus cognizant of his Lord” means he who knows the unavoidable
failure of his Nafs (Self) and thus sees the power and capability of
Allah, and he
who knows the ignorance of his Nafs (
Self)
and finds generosity and fairness with his Lord, and finally he who
knows the intermittence of his Hāla (
Momentary Sate
of the Heart) then
that person and then only that person is cognizant of the Kamāl
(Perfection) and Jalāl (Momentous Glory) of Allah! (Dara: If you
suspect that your little ablution and prayers and few bits of knowledge
drags you nearer to Allah’s Presence, then think how stupid you are!
And do seek refuge to Allah.)
النكتة الثانية: أن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بعجز النفس وبقدرة الرب،
وهذا يدل على أنه لا وسيلة إلى القرب من حضرة الله إلا بالعجز والانكسار،
ثم من الكلمات النبوية قوله عليه الصلاة والسلام: " من عرف نفسه فقد عرف
ربه " والمعنى من عرف نفسه بالضعف والقصور عرف ربه بأنه هو القادر على كل
مقدور، ومن عرف نفسه بالجهل عرف ربه بالفضل والعدل، ومن عرف نفسه باختلال
الحال عرف ربه بالكمال والجلال.
When the heart
belongs/relates to other than
Allah and when
upon the tongues flows words other than the Dhikr (
Remembrance)
of Allah, nothing is gained except pollution and contamination for the
human being and ‘A’ūzū Bil-lāh (I seek refuge to Allah) is the sure
means to purify the dirtiness and only after this cleansing it is
possible to say Bismil-lāh (
In The Name
of Allah). (Dara: Allah will not come near a heart that is not
clean,
and clean means if the heart has love in for something or someone other
than Allah; and Allah will not come close to the speaker that says
something other than that which remembers Allah!)
فالقلب لما تعلق بغير
الله واللسان لما جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من
استعمال الطهور، فلما قال: { أَعُوذُ بِٱللَّهِ } حصل الطهور، فعند ذلك
يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: { بِسْمِ اللَّهِ }.